الاثنين، 11 أكتوبر 2010

رجل في بذلة عسكرية

يا رجلي الذي فتنت به طويلاً ، بقامته ، و وسامته و ببذلته العسكرية ، يا رجلي المتحفظ ، ملتحفاً بقوانين صارمة أبدية تلازمه أينما حل  .
كم أملت أن يؤطر إفتتاني بك أشياء أحلى و كلمات أجمل  .كم تمنيت أن تفتح الباب مُخلفاً وراءك كل أوامرك و هراوتك ، نازعاً عنك بذلتك العسكرية ؟
فحتى و أنت معي لا أرى سواها ، نياشينها ، أزرارها البراقة ، حتى طيات المكواة التي لا تختفي و كأنك حريصاً على أن لا تُخفى ؟
و أنت معي لا تفارقك تلك البذلة التي أصبحت عادتي معها أن أتسلل بناظري خوفاً على زر غير لامع أو على طية ذاوية! حتى و نحن في غرفتنا على سريرنا لا أبحث عنك بل أبحث عنها مختالة في مشجبها ، و يعود حلم يراودني أن أجدك نائماً بجانبي بها ، كم تمنيت أن أنتزع قبعتك و أنت تقبلني لا قبل ذلك .
كم تمنيت أن أستيقظ صباحاً و أنت نائماً بها لتجدها معجونة لا حول لها و لا قوة ، كم تمنيت أن لا تطالني سطوتها كأحد المجرمين أو الهاربين من وجه عدالتك ، فأنا أمامها متلبسة بكره أبدي غير مستطاع التعبير به ؟؟ أنا أمام سطوتها لست سوى هاربة دوماً من خوف مستديم  .
علاقتي ببذلتك طويلة مسجونة منذ أكثر من عشرين عاماً ، منذ أن كنت أدرس في الثانوية كانت عيناي تلتهمان كل البذلات العسكرية المارة من أمام ناظري ، تخللت أحلامي تلك البذلات التي أصبحت أملأها لحماً و دماً من خيالي. و ذوقاً و ثقافة و وسامة ووووو ..كل ما احببت . و نسيت أنه ربما لكل بذلة صفاتها و سماتها العريضة التي لم أتذكرها في ذاك الحين حتى التقيت بك و تعرفت عليك و تزوجتك و فوجئت بأن أحلامي تذوي ، بعد أن غلفتني حقيقة رمادية معتمة ! فلا أنت تنعم بالرقة و الرومانسية و لا أنت جميل و ذوق ! لذلك الحد الذي جعلتني أظن أن كل أولئك الذين يرتدون بذلات عسكرية قساة بلا قلب ؟؟ فكل ما لمسته فيك أزرارك القوية و نياشينك التي كادت في مرة أن تدمي أصابعي ، فأصبح كل ما تبقى لي من حلم بذلة عسكرية بداخلها شبح رجل ينفذ القوانين على حد السيف فلا ابتسامة و لا نظرة و لا حنان و لا ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق