الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

لا يزال الأسود يأسره

(لبست ثوبي المشغول بخيوط اللهفة و تكحلت بنور عينيك و زرعت في شعري زهرة البرتقال) د.سعاد الصباح

و أطلقت قدماي إليك ..
وحده الفستان الأسود القصير ( الفورد ) تصميم دار شانيل سيفضح لؤم نواياي , لا أكثر من بياض فاقع أو سواد قاتم لكشف النوايا ؟ الكم القصير الدائري حول ساعدي سيفضح نية إرتمائي على ذراعيه ! بعد تحية سلام ودية و أشواق خفية وحده قصر حافته سيفضح لؤم إظهاري لساقي ، ربما في حضرة ساقيين جميلين سيتذكر كم أَذنب كثيراً بعدم إهتمامه بي !
كلما تدثرت بالليل ، إقتحم وجهه أحلامي ؟؟
في إحدى الصباحات المشمسة قررت أن أبدأ صباحي دون أن أتذكره و دون أن أعبث في صفحة دليل الهاتف لأشعر بخفقة قلبي و أنا أرى أحرف إسمه الأربعة تلون خارطة صفحتي ، دون أن ألغي تخصيص مجموعة المتصلين التي وضعته في لائحة العائلة بقلوبها الحمر دون شريك .
و أنا بين قراري أدور بكرسي المدولب ، إذا بكتفين يلامسان الباب و إذا بإرج خلاب ، إبتسامة تجاوزت المعقول و يدي الممدودة برعشة الفرح ، و لكن ........
إبتسامتي إنزوت ....
أ كل الوجوه تشبهك ؟
أم أنني لفرط الولع بك
 في كل وجه عابر آراك ؟
                                   أحلام مستغانمي في ( عابر سرير )

و تلاشى قرار الصباح

وحده الفستان الفورد سيشي بمخططي ، ففي الحب تجوز إستخدام كل الأسلحة فأمامه لا حول و لا قوة ...
حسبي الله و نعم الوكيل ...
تذكرت لقائي الأول به ، و إتصالنا الأول ، و موعدنا الأول
كل  ذلك جال بخاطري ، كان ذلك في كل صباح و كل مساء
قراراتي اللا منفذة ...
ماذا أفعل و أنا مسلوبة كلياً إليه ..
إنه مستهتر و غير جاد ،  و لكن قلبي و عقلي له .
كنت أردد دائماً بأنه سيغير قدري و أنا أدرك أن هذا ما سيحدث .
في آخر قرار لي وجدت أن ثقافتي سلاح لم أشهره فتبرجت بها ، قبلها إستخدمت سلاح الحب مدافع الهاون ، و كله لم يفلح .

ولا بفمه سوى .........
: أيوة حبيبتي ، أنا و الله بحبك .
 و أنا بلا حول و لا قوة .
سلاحي الأخير ربما يفلح ، سلاح الأنوثة الغير شرعي ، سلاح الأناقة ، ربما سحرها يفتن .
طالما سحرتني أناقته و أسرني عبير عطره ، هل أشرككم في وصفه ....
طويل القامة ، عريض الكتفين ، شعره خفيف و لامع ممشط بعناية ممثلي هوليود ، عينيه شقية ، شفتيه سمراوين و إبتسامته غنية بكل الإنفعالات ، أناقته و ثقافته يا دهوتي ؟؟
سبحان الله
حينما إلتقيته أول مرة وجدت نفسي مسجونة بعينيه ، مع الأيام حمدت الله كثيراً بأن حياتي حظيت بمثله ..
و على الكمال الذي لم أرى به عيباً ..
و ظهرت العيوب
إستهتار ، عدم جدية ، حبه للنساء ، وجدت نفسي واحدة من عشرة ، و لكنني حينما أقرر أن قراري قيد اللا تنفيذ أنني له و هو لي !!
جاء الصباح بعد ثلاثمائة أربع و سبعون يوماً
لا أفضل من ثوب شانيل و عطر No5 و مشية الكات وكينغ Cat Walking مشية العارضات على البيست و إبتسامة البوتكس الدائمة ، و لأترك يومي مميزاً و مثمراً .
لسولتير كافيه سحره و لإضاءته و موسيقاه المنبعثة
قبل ثلاثمائة ثلاث و سبعون ليلاً
قررت أنه لي ..
و في الليلة السابقة ل الليلة الثلاثمائة ثلاثة و سبعون
صممت أنه لن يكون إلا لي !!
و أبتدأت بتنفيذ مخططي الأخير ..
إتصلت به ..
أسأله عن أخباره و حال أيامه ، قلت : بحاول دايماً أكون أحسن منك و أسأل منك . إنت عارف أنا ما عايزة ألومك ، عارفة إن الدنيا تلاهي ، لكن بحب أتواصل معاك برغم إني شهرين ما سمعت صوتك لكن ما مشكلة المهم متى ما الاقيك أو أتكلم معاك بيكون البينا عامر ( فليت الذي بيني و بينك عامر و بيني و بين العالمين خراب ) على كل يوم الخميس عندك شي ؟ ( لم أنتظر رده ) ما تفكر كتير أنا عازماك عشا ، عندي فلوس و حابة ابعزقها معاك ، أقلها إنت أحق من غيرك !؟
و جاء ..
مذدان بالسواد
و كنت متشحة بالسواد ,,,
حينما فلحت في أسر عينيه ، أملت بأن أفلح في أسر كل حواسه ، طريقة إمساكي بطرف الكأس جعلته يرفع حاجباً مُعجباً . حينما جاء خالد رمزي صديق دراستي وقفت له و هللت و سحبت كرسياً له بفعل الشوق إليه و برغبة إنتزاع شرارة غيرة ..
حذرتني صديقتي من خسارة المال في سبيل رجل ( ما بيستاهل )
و أخبرتها أنها ستسمع خبراً سعيد قريباً .
: بضعة جنيهات سأحاول أن لا أجعلها آهات .
مجئ خالد و ظهوره المفاجئ جعل للجلسة سحرُ آخر .. و رفضه البقاء جاء لصالحي في كسب الوقت و أنا أرى ألوان الغيرة ...
تسع دقائق مرت في اللوم و العتاب على سلامي الأريحي و تهليلي له  .....
المهم في النهاية لم أدفع الفاتورة أنا ...
يا سحرك يا شانيل .. لم يضع ثمن الثوب هباء !! وتعبي بالبحث عن ثوب أسود بماركة لم يضع هباءاً ، كل ذلك من أجل الإحتفال ؟؟
هذا الرجل الذي طالما حلمت معه بممارسة شرعية أنوثتي ، لم أحلم به سوى أنيقاَ مرتباً يذدان في سواد فائق الغرور . وحده تشع الألوان منه ذخراً ، و كأن الملابس به تنطق و تتنفس ربما حباً له .
بعد أن أوصلني
جلست محدقة في البهو الفارغ لا شئ سوى بعض مساند البًف هنا و هناك و أريكة طويلة أتربع في منتصفها و رُكينة صغيرة مًذهبة للتليفون الذي يستقر الآن على رجلي ، مترددة في أن اضغط على مربعات الأرقام بحثاً عن صوته ، عله يملأ فراغ الصمت المحيط بي و لكن آثرت النوم و نمت ...

جاء تليفونه يرن متأخراً ، فرحت بالرنة ، قلت أصطنع الثُقل و غنيت لأحلام ( يقولون الثقل صنعة و أنا أقول الثقل بعدين ) ، غلبني الحب ، فرحت فلا يزال عطري يجذبه !
: فستانك روعة ؟؟
فستاني هو الذي أسره
كنت متأكدة جداً لردح من الزمن من فتنة الأخضر و سحر الأحمر ... و لكن الأسود يربح ...
صباحاً جاء تليفونه يرن باكراً ...
لا يزال الأسود يأسره ، تمنيت أن يمتلك الأسود قوة عطر جوزفين زوجة نابليون عندما رشت عطرها في مخدعهما ليحاصره خمسة عشر يوماً بعد أن أعلن حبه لغيرها  ..
لكل شخص سحره ، آمنت بفعل السحر المؤقت في عينيه ، و لكنني حلمت كثيراً بأن يظل مفعول السحر قوي و مستمر و أستبسلت و أنا أجرب كل خلطات الجذب السحرية ..
أضفت كثيراً من توابل الجاذبية في خلطتي علها تفلح و لو لشهر ربما إتخاذي لزاوية معينة أعطى لصورتي و شخصيتي شكلاً آخر ..
لا أرى مبرراً لأن لا أجد في غيره كل هذه القوة المغنطيسية ، فيه كل ما يجذبني فارداً طوله ، رافعاً رأسه بشموخ كهرم اللوفر الزجاجي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق