السبت، 2 أكتوبر 2010

حذاء فالنتينو




دائما ما يكشف فقرنا عجزنا عن إقتناء طاولة طعام ، فالأغنياء وحدهم يؤطرون طاولة الطعام ، ووحدهم الفقراء تؤطرهم الصواني ؟
ووحده الحذاء يكشف سنك ومشاكل ظهرك وبرستيجك وستايلك !
فأن تقول إنك غني ترتدي حذاء بكعب مترب فهذا يعني أنك غني تبخل بشراء براين شوز ؟
ظللت طوال عمري أحاول أن أهتم بنظافة فوطة تلميع حذائي لعجزي عن شراء ملمع الأحذية ، وحدها الفوطة النظيفة ستشي بلمعان حذائي .

لكنني كنت طموحة أكثر مما يظن البعض ..

حياتي مرتبة وواضحة أمام عيني تماما ..

بذلت جهد عظيم لكي أحصل علي نسبة نجاح كبيرة لأؤهل لدخول كلية مرموقة ، وفقت في الإلتحاق بكلية الصيدلة ، سجلت رغبتي الأولي جامعة الخرطوم التي كانت سببا لإعتراض أهلي عليها و ذلك لإبتعاد العاصمة عن مدينتنا ، من ما  سيجبرني على البقاء بها ، وصممت أنا .
وأتيت إلي الخرطوم من مدينتي الصغيرة المنزوية بعيداً لأراها لأول مرة في حياتي كان ذلك في عام  2001م ..
سكنت في سكن للطالبات في داخلية الياسمين وأنتقيت أن أبقى في غرفة بعينها بعد تفحص و دون أن أُبدي ذلك .
 عنود فتاة إماراتية تدرس الطب في السنة الدراسية الثالثة وداليا فتاة أرستقراطية من مدينة بورتسودان تدرس في كلية العلوم الرياضية في السنة الدراسية الثانية .
 حملت حقيبتي اليتيمة ووضعتها أمام الباب ، فوجئت عنود إلا أنها ظنت أنني قريبة داليا ، فمدت يدها وأخذت الحقيبة من يدي : تفضلي ..
لم أرد ، كنت قد قررت أن أقيم في هذه الغرفة منذ ثلاثة أيام عمر أيامي في الداخلية . علي اليمين كانت هنالك ثلاجة صغيرة و بوتاغاز بعينين وسرير دبل بد Double Bed  ، على اليسار دولاب بثلاث ضلف و طاولة للمذاكرة بها جهازي لاب توب (كانت أكثر من ما حلمت) .
: أيش بيك واقفة ، إجلسي ، تراك أخجلتيني ؟
جلست بعد أن جذبت كرسي وناولتني كأس عصير من الثلاجة ..
إبتسمت بدعة ..
: إنت قريبة داليا ، هلا بك ؟
شعرت بالراحة  إنها تظن أنني قريبة داليا ، ولكن سيريحني أن أبقى اليوم دون أن أبرر من أنا ..
لم أرد أيضا ، كنت أوصف بأم دم بارد ، كل ما فعلته دلق كأس العصير في جوفي ..
شعرت ديمة بالحرج : أنا آسفة ، أنا بعرف أتكلم سوداني إذا ما فهمتيني ، داليا اليوم راحت لخالتها بأركويت ، بس وايد فرصة حلوة نسولف ونتعارف .
: أنا جوعانة ، عندك شيء آكله ؟
أخيرا فتحت فمي علي آخره ..
إبتسمت الفتاة : من عيوني حبيبتي ، أنا كمان جوعانة ، قامت وفتحت الثلاجة وطلعت سجك بطعم غريب عرفت فيما بعد أن إسمه هوت دوغ وطبق سلطة ، كانت أريحية وبسيطة : إنت عارفة أنا حا أسافر على بلدكم ، عشان عرس أخو داليا ، حابة أشوف بورتسودان ، يقولون إنها جميلة ..
قلت في نفسي : وأنا مالي أمرر الليلة .
: آي والله جد حلوة ( وأنا ولا عمري شفتها ) ، لكن عشان الغرفة واللي فيها لازم أمشي حالي ، أعمل كيف مع 150 جنيه ما يلحِقوا ثمن رغيف فول وطعمية في الشهر ، يلا تتوفر ال150 جنيه ولا نقول ال100 ما أبقي طماعة ..
كنت أترقب بخوف مجئ داليا ، عنود كسبتها ولكن قريبتي المزعومة التي لا أستطيع التكهن بطبعها ..
ولحسن حظي إضطرت داليا للبقاء مع خالتها إسبوعا كاملا لمرض خالتها ، في هذا الإسبوع ثبتُ وجودي ، شعرت عنود بأن لا مثيل لي ..

جاءت داليا ..
إنها جميلة بشكل غير إعتيادي ، بيضاء وطويلة بلا إمتلاء لها ملامح بريئة جميلة ، وهي أرستقراطية بمعني الكلمة ..
: هاي عنود ، حبيبتي ؟!
ومدت يد بارده إلي ، بنصف إبتسامة : مرحبة ؟
نظرت عنود إليها : هذي مش قريبتك ليش تسلمين كذي ياديدي ؟
حاولت تدارك الموقف ..
: لأ ، أنا قريبة داليا عماد ..
قالت داليا : أنا ، داليا عماد .
تلعثمت : داليا عماد رؤوف بت عمي ..
داليا : لأ، أنا داليا عماد عبد السلام ، بس أنا تقريبا سمعت عن هذا الإسم ، داليا عبد الرؤوف تقريبا إنتقلت إلي داخلية أخرى منذ سنة ..
سبحان الله..
وجدت قريبة ، إبنة عم مختلقة ، والحمد لله رحلت ، بس لو كانت موجودة ، المهم الدموع موجودة ..
وأصبحت عنود تواسيني : لأ ما تبكي كلنا قرايبينك ..
: بس أنا ما بعرف زول في الخرطوم ، حأعمل شنو حسه ؟!
والدموع منهمرة ...
ولم يكن أمامي سوى الحيلة ..
مرضت أو في الحقيقة إصطنعت المرض بلا حمى ولكن بالبكاء والتوجع المزيف ، حتى مرضت أخيرا  ...
بقيت في الغرفة معي ممرضتين بدرجة هاي كلاس High Class ...
الجامعة ، لا يزال في جعبتي الكثير ، وائل الهادي مختار صاحب أكبر توكيل في السودان هذا هو الذي سأكمل به الجامعة ، وائل الولد الدلوع الوسيم صاحب رُزم المال ، كل همه فتاة جميلة تطلع معه يكشخ بها كما تقول عنود .. ستقولون كيف سيكشخ بي ، تذكروا أنني أقيم في غرفة كلاس ولا تنسوا أن عنود إستبسلت لتبقيني في الغرفة ، وأشترت لي سريراً ، مع الأيام تقبلتني داليا ولكنها تعاملت معي بحذر . ما تعلمته منها ساعدني كثيراً ، فداليا مع رُقيها تمتلك لسانا طوله ثلاثة أمتار ، فتعلمت منهما الإستحمام بالشاور جل والعناية ببشرتي بمستحضرات لوريال وكل ذلك من فضلهما ومستحضراتها ، كانت حقيبتي لا تزال مغلقة بطبلتها وكان دولاب عنود وعطورها في خدمتي ، حتي سقطت ملابس داليا ومقتنياتها في يدي أيضاً وما أراحني أكثر أن كليتي تبعد عن كليتيهما كل البعد . ولكن خذلتني قدماي بمقاسها ؟؟
وهكذا ، أسرت وائل الهادي ..
والمتسلقون يتعلمون سريعا ..
وائل وجد في ضالته ووجدت فيه أكثر من ضالتي ، فهو يأتي إلي الجامعة ليتونس وأنا أستفيد من مراجعه وكتبه لأتفوق ، فمآربي محددة وخططي مرتبة .
تخرجت من الجامعة ، وصار إلحاح أمي بالعودة للإقامة بمدينتي سبباً ليذيد إكتئابي ، تعللت برغبتي في مواصلة دراستي ، والبدء في دراسة الماجستير..
استفدت كثيرا من علاقتي مع عنود وداليا ، عنود انهت الHouseman  وعادت الي ابوظبي . بعد عام أرسلت لي ولداليا فيزتا سفر الي الامارات ، ولكنني أجلت ذهابي شهراً إلى بعد عودة داليا  لمأرب الاستئثار و الغرور..
المهم ،لم تخولني نسبتي لأخذ منحة تحضير الماجستير ولكن جمالي خول لي قلب البروفيسور/عصام فاروق مدير شركة بون للمستحضرات الطبية بعد أن أمضيت ثلاث أسابيع في رحاب شركته لممارسة فترة تدريبية ..
أما وائل فقد إنتقل إلي فتاة برلومة ( تهز و ترز) في الجامعة بعد أن صمد معي ثلاث سنوات ( ولا بكيفه )..
في تلك الفترة كنت قد ضمنت طالبا نابغة ساعدني كثيرا بلا حب ، ربما عطفا و صداقة من جانبه..
د/ عصام تدله بي جدا وكاد يبوس قدمي لأقبل به زوجا ،هو حلم كل فتاة فهو دكتور ، يمتلك شركة أدوية ضخمة و سيارة BMW  على ال  Zero موديل السنة بالسنة ولكنه كبير السن في الثانية والخمسين ، مطلق ، ملامحه كالآتي : طويل جدا ، ونحيل ، وجهه صغير بدرجة غريبة وعينيه جاحظتين مؤطرتان بنظارة ، يديه رخوتان كالأرنب بصراحة هو حلم العُمي ..
ولكن لا بأس بإرتداء محبس مرصع من داماس وسلسال وإنصيالة كل ذلك بعد كلمة موافقة . كان يردد : بس نمشي نكلم أهلك و نعلنها رسمي. و أنا أكرر : بعدين ، حبيبي الذهبات دول عشان يعرف العالم إني محجوزة وعشان مافي واحدة تشوفك تفتكرك لوحدك ، و اهلي خليهم لوقتها ، بس نور عيني أنا لا بحب لمس الإيدين ولا الغلط ( وحلوة ناكل براس الرجال حلاوة ) ؟!
والشاطر صدق وهو لاقي يادوب عمري 21 حلوة وشيك ..
كنت أؤجل الذهاب لاهلي بمليون حيلة ، بل خططت منذ البدء أن أجعل خلفيتي مبهمة وغير معروفة ، أخبرته أن أبي مات من زمان ( يا حرام هو لسه عايش وشغال خدرجي ( بائع خضار ) في سوق المدينة ) ومربيني خالي المغترب في السعودية وهو اللي كان بيساعدني في الجامعة بس يا حسرة إنجلط إنشل قبل أربع شهور ، أسفاً علي خالي اللي في حياتي ما شفته و لا شافني ...
وأنطلت حيلتك يا بنت حوا
دحرجي التفـــــاحة الحمرا ....
وحده حذائي كان مثار الشك ، الحذاء الأسود القديم اللامع دائما ، وحده كاشف كذبي للبيب ومافي لبيب لحد اللحظة ..
أغلقت موبايلي آخر إصدارة نوكيا هدية أحد حفلات عيد ميلادي المزعومة من مومي ( عصام ) أكيد مافي حد حيستحمله غيري وحيدلعه غيري ، وأغلقت باب شقتي الإستديو التي إستأجرها لي مومي في حي الطائف دون أن يستطيع وطء درجها .. كل ذلك من أجل ....
إكتشفت بأن الخطة المرتبة والمحكمة وحدها بإمكانها أن تجعلك تصعد إلي الأعلي :
أن لا توسعي علاقاتك الإجتماعية ، صديقة أو رفيقة واحدة لإتمام مصلحة مهمة ، إخفاء خلفيتك وحقيقتك وعدم ذكرك لعدد أفراد أسرتك ، ذكر أحداث وأشياء محزنة عن أسرة محطمة لا تعرفينها بعد أن تجعلي نفسك فرد منها ، إصطياد الفرس الرابح وإستدراجه بذكاء ، يجب أن يكون فرس أصيل وطاعن في السن ، وغبي والمهم أن يكون ثري ، البعد عن الناس قدر الإمكان لإنجاح المخططات ، تنفيذ الخطة في زمنها ..

سأعود إلي الخلف قليلا ، تُركت لحالي أفعل ما أريد لأني أنانية وطموحة أكثر من اللازم ، أمي مسكينة لديها أكوام من اللحم الحي ثلاث شقيقات وأربعة أشقاء ، وأملها أن أعيد إليها السكينة ..
وأبي المشغول ببيع الخضر منذ الفجر حتي أواخر الليل وأخبار السياسة والسلام و و ..
كل ما أردته من د/ عصام ، ليس شقة صغيرة وسواق عند الطلب ومصاريف ولكن رسوم الماجستير التي دفعها من دمه ، وبمجرد أن دفعها كاد يصاب بجلطة دماغية خصوصا بعد أن ألح على الزواج ، وفسخت خطبته .. وكاد أن يجن ..
ولكن على مين يا مومياء زمانك أنا نهال زيدان ، ( كما قلت أن تنفيذ الخطة في زمنها المناسب ) .
عصام يعرفني بنهال زيدان عبد الرؤوف وإسمي في كل أوراقي الثبوتية هو عائشة زيدان ، ولأنه يحبني ويثق في ، فصراحة ( أنا لا بتاعة طلعة ونزلة ولا فاضية للرجالة ).. فأنا محل ثقة في هذا ، كل مشكلتي طموحي بدراسة الماجستير في جامعة الخرطوم ، أعطاني الفلوس عداً ونقداً ولكنني قمت بتغيير وجهتي و سجلت لماجستير كلية العلوم الطبية ودفعت غالبية المبلغ إلا قليلاً ، وحزمت حقائبي ، بعت هداياه الذهبية واستأجرت بثمنها نصف بيت في حي الجريف غرب ودفعت مقدم ثلاث أشهر ، بالقرب من البيت كانت هناك صيدلية سوفت كير وجدت بها دوام مسائي ، رتبت أموري بدقة قبل أن يقلب عصام الدنيا ويقعدها ولنرى عن من سيبحث بين أكوام البنات في الخرطوم ؟

الفصل الدراسي سيبدأ بعد شهر ونصف ، فهيا ياسفر قبل أن أدخل في معمعة الدراسة  ..
آخر إتصال لي مع داليا وآخر علاقة لي بها كما خططت (علاقة جامعة وإنتهت خصوصا بعد أن عادت داليا إلي بورتسودان نهائيا) ، إتصلت بها لأخبرها إنني سأسافر إلي عنود بعد غد وسألتها عن أشياء في محيط عنود حتي أكون علي علم بالمكان الذي سأذهب إليه  ..
وودعتها بحرارة ..
إستقبلتني عنود أيما إستقبال ، وأعتنت بي وجعلت رحلتي غنية وجميلة جداً ، كنت آمل أن ألتقي بأمير أو شيخ إماراتي ليشتري لي جزيرة أو فندق فرنسي ؟؟
ولكن ..
عرفتني عنود علي حبيبها الشاب الوسيم ، الذي يعتبر من أعيان إمارة أبو ظبي ، كانا في حكم المخطوبين .. وصراحة الشاب كان أكثر من حلم فبعد الحسب والنسب و العلم ياالله علي الوسامة والله كأنه الممثل الهندي شيرو خان ويمكن أحلي ، ويا دوب عمره سبع وعشرين ولا الطيارة اللي سايقها كأنها اللفتهانزا علي الأرض ، وأقول إيه ولا إيه .. ولكن هذه المرة فتحت فمي بثمن ..
هنا وتبسط الخريطة ..
ما شاء الله علي نواف ، القُمر تراه يموت في السودانيين وفي السمر ، و يحلم يستثمر في السودان ، ومن كُثرهم المستثمرين الأجانب في السودان وِش حلوها إذا فكر في هذا المخطط ..
وهنا سيبدأ مخططي ..
: يا سيدي ، إنتم الخلايجة موتكم فلوس ودالحين أنا ميتة في اللي راح يسوي الفلوس ... حتى كلامي صار خليجي ههههه ؟؟؟
: نفسك تغني وتشتري السودان بس قناة فضائية وتطير ، إعمل برج أفريقيا علي دزاين برج العرب ، إنت معاك فلوس ونحنا بنحب نصرف حتي لو ما معانا وما نسأل من وين ؟ بلاك من كل ده خذ توكيل هارديز ترانا نحب الأكل والسناكس ..
بلاه برضو خذ توكيل كرستيان ديور وأعمل بيوتي سنتر فيه لبس وجيم برضه نسوانا بحبوا يدفعوا وما أكذب عليك في اللي ممكن يسرق ويلبس ( كفاية انا ) ، المهم زي ما تحب ..
نواف : والله أفكارك دهب ..
عنود : أنا حابة السودان ، يا ريت تعمل كده ... ( وبقلبي كنت أقول خليك هنا حبيبتي وينك ماشية معانا ، الحياة ما بتستحمل غير إتنين ) !!
رجعت محملة بالهدايا والملابس والحب الكبير ، ( لحد اللحظة من طرف واحد بس بعرف أحوله و أخليه يحبني ) .
بدأت الماجستير ، وهلكت من العمل ، حتي كدت أجن ...
بعد ستة أشهر وإتصالات وونسات في الماسنجر مع نواف ومشاريعي الضخمة .. جاء نواف وأستقبلته وحدي في المطار .
بل إستأجرت له إسبوعاً في شقة فندقيه دفعتها من دم قلبي ولكن متأكدة من أنني سأضمن العائد .. ولم تمر سوى ثلاثة أيام  وأشترى أرضاً في الرياض وبدأ في وضع حجر الأساس لفندق .. وكلها أربعة شهور وأتم البناء ، تبقى التشطيب ..
وإزدادت الإلفة ، ورسم كيوبيد سهمه بين قلبينا ، والفلوس ذي الأرز ، ووو.....
لم يكتمل العام حتي تم إفتتاح الفندق وشراء أرض في المعمورة للشقق التمليك ، وبرغم الجهد الذي إستغرقني في التخطيط إلا إنني كنت مركزة في الماجستير وحب نواف ، طبعا لم أعد قادرة علي العمل فالدراهم تكفي ..
عنود الله يرحم أيامها يكفي إنها إماراتية بإمكانها تحقيق فرصة مع آخر ، أما حبيبي المواطن الإماراتي فهلا به ..
أخيرا ذهبت لمدينتي ، لأقيم حفل زفافي ، قضيت شهر العسل في باريس وكنت مصممة علي حضور عرض أزياء فالنتينو .. وأشتريت دزينات من سكربيناته ( أحذيته ) للعلم ثقافتي أصبحت فرنسية ، وحذائي سيشي بذلك .

نصيحتي ضعي نصب عينيك موديل حذاء ، وسترتديه ، إحذروا من الماركات المقلدة .         




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق