الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

يوميات عانس سعيدة

برُغم أن الكتابة تستفزني و لا أحبها إلا أنني أنني آثرت تحبير صفحات دفتر اليوميات الأحمر عله يشي بشُبهة .
عن ماذا سأكتب و أنا أجمل و أصغر و أسعد العوانس ، ربما نكاية في كل نظرات الإستفسار الغبية التي بإمكانها أن تحيطني و تغيظني ، تطفل الجميع على عالمي الوردي الذي أُحب ، و على أحلامي التي تكبر بعيداُ عن وجود منغص لوحدتي و الحمد لله أن العنوسة حُللت علي أنها حالة صحية حتى لا ينعتوني بالمرض و يشككوا في صحة عقلي .
كانت نظرات الناس تلتهم فرحتي وشعوري بالرِضا عن نفسي خصوصاً اللاتي يحاوِلن إستفزازي بنظراتهن الغريبة ظناً منهن أنني حالة غريبة ؟! أسمعهن وهن يتغامزن إن كنت غير مرغوبة بتاتاً وأحياناً كمُتطلبة أكثر من اللازم .
ولكنني أحمد الله أنني أسعد حظاً من كثيرات فأم أحمد أم لخمسة أولاد وبنت لم تستطيع تربيتهم بما يجدر بها فأحدهم هاجر إلي كندا ولم يسأل عنها طيلة سنوات طويلة وأصغرهم سناً يُعالج من الإدمان وإبنتها ترفض مواصلة تعليمها ..
وكذلك إبنة خالتي التي إختارت أن تهِجر حِلفها معي في العنوسة لتتزوج بغلاً يتكل عليها في كل شئ ، لا يشاركها همومها فهو يطلب منها أن تقوم بدور مشترك في الحياة ، أن تعيل نفسها فتشتري إحتياجاتها الكمالية بنفسها ، ترتاد الأماكن التي تحبها وحيدة ، تواصل كفاحها المتنقل عبر الوظائف ، حتى أُجرة الخادمة ، مصروف أبنائها ، و لم يكن له سوى أن وجد أفضل الحلول بالبقاء في البيت يتصفح الجرائد و يُقلب في القنوات الفضائية .
صديقتي التى تزوجت رجلاً لا تحبه وأنجبت منه ثلاثة أطفال وأصيب بعدها زوجها بعجز جنسى لم تستطيع ان تفلت منه ولا إليه . مما جعله فاقداً إحساسه بالكمال فأصبح حاداً شكاكاً ! 

كنت دائما أقول أن المرأة كلما مر بها العمر صارت أدرى بإحتياجاتها وأعقل من أن تقع في فخ الإرتباط الغير متوازن أو المتكافئ .
بحثت عن إستقرار يُرضي طموحي وإهتماماتي الصغيرة ..
كنت أخاف أن أرتبط برجل يجبرني على تقديم الولاء لأمه يوم الجمعة وزيارة شقيقه الأكبر مساء الخميس ودعوة أصدقائه على الغداء بدون أن يُخبرني ، أخاف أن يكون ممن يحبون النوم تحت تسليط الضوء أو مع سماع نغمات أغنية سودانية قديمة مُغنيها قد مات ؟
كنت أخاف أن أضبطه بِجُرم تعاطيه ( الخمر ) و التجشؤ بصوت بغيض . أو أن يخبرني بأن برنامج أوبرا وينفري غبي أو أنه لم يسمع عن د.غازي القصيبي و أنه يجهل إن كان نزار قباني شاعر أم قاص ؟
و ظل خوفي يعتمر و يشتعل إلى أن وصلت إلى الطُمأنينة بأنني سعيدة من دون رجل ؟
أبدأ يومي بإرتشاف القهوة المُحلاة بالكريمة بعد صلاة الصُبح حاضراً ، أُبذر أيامي بين زيارات متفرقة لصديقاتي و نحتفل معاً كنساء سعيدات يُحبِبن الإحتفال ، أيام الخميس و الجُمعة أقضيها مع شقيقتي و أمضي إلى مكتبي الذي أثثته بحب ، سقفه الجميل وجدرانه المكسوة بالخشب ونبتة اللبلاب المُخضرة التي تمتد كأذرع حول النافذة ، إستلمت عملي في شركة أبي بمجرد أن تخرجت  ، أحببت عملي وأدمنته خصوصاً أن عملي في خط الملابس الجاهزة ، بدءاً بإبتياع القماش الخام من الخارج والإستعانة بمصممين أجانب ومن هنا أحببت كل ما يتعلق به عملي خصوصاً أنني أحب تتبع الموضة و كل ماله علاقة بالملابس ، إلا أن طبيعة عملنا أجبرتني على التعامل مع النُخبة بقدر ما جعلتني أُجبر على التعامل مع تُجار المينافاتورة ( الأقمشة ) الجاهلين والمتعلمين .
وضعي الإجتماعي كان محَط أنظار الرِجال والأمهات اللواتي يهتممن بالحِصول على عروس موظفة غنية والخاطِبات اللائي يأتين إلي أمي تِباعاً .
تعرفت على طلال مستثمر صغير آراد أن يفتتح خط توزيع جديد ، أُعجِبت بشخصيته ، إلا أنه كان طموحاً جداً ، أحسست بأنه يريد أن يضمني وتركتي لنصبح إستثمار متكامل مما جعلني أبتعد عن التفكير فيه ، و لكنني لم أقطع تعاملي التجاري معه بل قننته بالتعامل معه من خلال مرؤسي الأقسام .
كانت أمي تكرر أنني أرفض الزواج لأجل الرفض فقط دون أن تفكر في حقيقة إمتناعي للإرتباط بشخص سيزعجني أكثر مما بإمكانه أن يزعجني . كنت أحياناً أحلم بالأمومة ، بطفل جميل جداً ، ولكن كل الرجال الذين حاولوا القفز فوق أسوار حياتي كانوا بشعين قلباً و قالباً .
أحيانا أشعر بتزمتي وأحيانا أفخر لأنني لم أصطدم رغماً عني بالحب ، و لم أُزعج برجل يفرِض أنفه علي قسراً ..
في اللحظات التي أتنازل فيها وأصبح وديعة وأقول طفل جميل ونرى ماالذي سيحدث بعدها ؟! أجد نفسي وجهاً لوجه أمام رجل سمين شرِه أعزب ، أو مُطلِق في الخمسين أو رجل مزواج ، أو شاب وسيم عاطل عن العمل أو جاهل غبي أو أو ..
وحده فارسي لم يأتي ..
وأنا سعيدة فلماذا لا يتركوني في حالي ..
اليوم أتممت الخامسة و الأربعين عاماً ، لازلت جميلة ، خصل الشيب تزيله أصباغ wella ، والتجاعيد تسيطر عليها لوريال L’OREAL ، وأنا أواصل حبي لنفسي وأُدلِلها ، أقضي الكثير من ساعات في المنتجعات الصحية ال SPA بين تقشير الفواكه والطين ، أقرأ عن مجلات الموضة أسافر وألعب مع أطفال أخي . المهم أن لا يشاركني رجل يشخر في سريري ، ينتزع لحافي و يتركني أشده ، فدعوني لحالي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق